إدانات دولية لإطلاق النار على دبلوماسيين في جنين وإسرائيل تعتذر

أثار قيام جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمة مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب أثناء زيارتهم لمخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية (المحتلة)، اليوم الأربعاء، إدانات من عدة عواصم عربية وأوروبية، والإشارة إلى أن التهديدات الإسرائيلية ضد الدبلوماسيين غير مقبولة.
كان الدبلوماسيون في مهمة رسمية لمراقبة الوضع الإنساني في جنين عندما دوى صوت إطلاق نار. وأظهرت لقطات مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الوفد الدبلوماسي وهو يحاول البحث عن ملجأ داخل المدخل الشرقي لمخيم جنين، بينما سمع دوي إطلاق نار كثيف.
كما أظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية الفلسطينية رجلين يرتديان زي الجيش الإسرائيلي يوجهان سلاحهما نحو مجموعة من الأشخاص من خلف بوابات معدنية بينما كان إطلاق النار مستمرًا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عامل إغاثة إن وفدًا من نحو 20 دبلوماسيًا كان يتلقى إحاطة من السلطة الفلسطينية حول الوضع في جنين، عندما سمعوا طلقات نارية قبيل الساعة الثانية ظهرًا بالتوقيت المحلي، ولم يصب أحد بأذى في الحادث.
وقال دبلوماسي أوروبي كان حاضرًا خلال الزيارة إنه سمع “إطلاق نار متكرر” قادمًا من داخل مخيم جنين للاجئين.
وحكى: “كنا في زيارة مع محافظ جنين إلى حدود المخيم للاطلاع على حجم الدمار. كان ذلك آخر جزء من الزيارة، وفجأة سمعنا طلقات نارية قادمة من المخيم. لم تكن مرة واحدة أو مرتين، بل كانت طلقات متكررة. في تلك اللحظة، بدأنا جميعًا بالركض عائدين إلى السيارات”.
أدانت الخارجية المصرية بأشد العبارات الواقعة التي جرت خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية منهم السفير المصري في رام الله، وشدّدت على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لجميع الأعراف الدبلوماسية، مطالبة الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة.
كما أدان المستشار السياسي لوزارة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك، الذي يرأس الوفد “هذا العمل المتهور من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة في الوقت الذي أعطى فيه الوفد الدبلوماسي انطباعًا عن الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني”.
وفي بيان، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشدّ العبارات، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه الوفد الدبلوماسي، من بينهم السفير الأردني في رام الله، واعتبرت الخارجية الأردنية في بيانها، اليوم، ذلك انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة “رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاستهداف الذي يُعدّ انتهاكًا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية”.
ودعا “القضاة” المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقّه ومحاسبة المسؤولين عنها”.