مدير الذرية الدولية يحذر : هامش المناورة بشأن النووي الإيراني يتقلص
حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الثلاثاء، من أن «هامش المناورة» بشأن البرنامج النووي الإيراني «بدأ بالتقلص»، قبل زيارة مهمة يقوم بها إلى طهران.
وقال غروسي لوكالة الصحافة الفرنسية، على هامش قمة المناخ في باكو: «يجب على الإدارة الإيرانية أن تفهم أن الوضع الدولي أصبح أكثر توتراً وأن هامش المناورة بدأ بالتقلص، وأنه من الضروري إيجاد طرق للتوصل إلى حلول دبلوماسية».
ويصل غروسي مساء الأربعاء إلى طهران، في زيارة هي الثانية هذا العام، بعدما أجرى مفاوضات بشأن القضايا العالقة مع الحكومة السابقة برئاسة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وطلب غروسي إجراء مفاوضات مع الرئيس الحالي مسعود بزشكيان، منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتأتي الزيارة في وقت يسود ترقب بشأن السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع إيران، خصوصاً المفاوضات النووية المتعثرة التي أطلقتها إدارة الرئيس جو بايدن في أبريل (نيسان) 2021 للعودة إلى الاتفاق النووي.
وكانت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني قالت، اليوم الثلاثاء، إن طهران ستسعى لتحقيق كل ما يحقق «مصالحها»، وذلك ردا على سؤال عن إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس ترمب.
وأرسل العديد من المسؤولين في حكومة بزشكيان، والصحف المؤيدة للحكومة، إشارات عن مناقشة إمكانية التفاوض مع إدارة ترمب على أعلى المستويات.
وقالت مهاجراني: «الحكومة ستسعى إلى تحقيق كل ما يضمن مصالح البلاد وقيم الثورة»، بحسب وكالة «إيسنا» الحكومية.
ولم ترد تقارير تفيد بأن دونالد ترمب أو فريقه يخططون لأي محادثات من هذا القبيل بينما يستعد للعودة إلى رئاسة الولايات المتحدة. ودأب ترمب على انتقاد الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في 2015، حتى أعلن انسحاب بلاده في مايو (أيار) 2015، وفرض استراتيجية «الضغوط القصوى» على طهران، التي تمحورت حول عقوبات قاسية أثرت بشدة على الاقتصاد الإيراني.
ورأت مهاجراني أن «فشلت حملة الضغوط القصوى التي شنها ترمب، حتى لو أثقلت كاهل الناس. المهم هو الأفعال وليس الأقوال، لكننا نوصي ترمب بأخذ فشل سياساته السابقة في الاعتبار».
وبدأت محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي تحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنها تعثرت.
ولا تزال إيران رسمياً جزءا من الاتفاق الذي قلصت التزاماتها الإساسية بموجبه بشكل كبير، رداً على العقوبات. وينتهي القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي في أكتوبر العام المقبل.
وتقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية.