نتنياهو يتجه للدعوة لانتخابات مبكرة في إسرائيل

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستثمار الزخم الناتج عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيليين، من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل، إذ كشف استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تجريه صحيفة “معاريف” العبرية أن مكانة حزب “الليكود” تعززت بمقعدين بعد الاتفاق الذي أقرّته حكومة الاحتلال فجر اليوم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في حزب الليكود أن نتنياهو يضع الأساس لإجراء انتخابات مبكرة، حيث أكد أن الاستعدادات الداخلية جارية بالفعل بهدوء وتكتم.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو اتصل مؤخرًا برئيس اللجنة المركزية لحزب الليكود، الوزير حاييم كاتس، طالبًا منه عقد اجتماع للجنة المركزية للحزب لاتخاذ قرار بشأن إجراء انتخابات مبكرة لقيادة الليكود خلال أسابيع قليلة.
وأفادت مصادر للصحيفة بأن نتنياهو كلف كاتس بدراسة الجوانب التنظيمية والقانونية اللازمة لبدء تصويت سريع على قيادة الحزب، وتحديد كيفية تفعيل اللجنة المركزية للحزب وهيئات الانتخابات الداخلية في غضون فترة زمنية قصيرة جدًا.
ومن بين الخيارات المطروحة إجراء الانتخابات التمهيدية لقيادة الليكود بالتزامن مع انتخابات مؤتمر الحزب المقرر إجراؤها في 24 نوفمبر. في حال تنفيذها، قد تمنح هذه الخطوة نتنياهو تفويضًا جديدًا لقيادة الحزب، وتعزز الوحدة داخله، وتمنع التحديات الداخلية المحتملة لسلطته.
ويقدّر مسؤولون كبار في الليكود أن “الأمر يتعلق بإعداد الأرضية لتقديم موعد الانتخابات العامة، على خلفية تنفيذ صفقة المحتجزين وتقديم الصفقة برمتها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبارها الخطوة الأولى نحو السلام الشامل في الشرق الأوسط”.
وتقول مصادر في الليكود إن مجرد التفكير في إجراء انتخابات سريعة على منصب رئيس الحركة هو إشارة مباشرة إلى نية نتنياهو تقديم موعد انتخابات الكنيست.
وبحسب هؤلاء، فإن رئيس الوزراء يريد تثبيت موقفه قبل أن يدخل النظام في دوامة سياسية، من أجل الاستفادة من الزيادة الطبيعية في دعم الليكود في أعقاب الاتفاق الذي يعيد جميع المحتجزين إلى منازلهم.
وقال مصدر رفيع المستوى في الليكود إن “نتنياهو يريد استغلال الزخم الشعبي المحيط بصفقة الرهائن، في ظل تأييد شعبي له، وفي الوقت نفسه الذي يعاني فيه الائتلاف من اهتزازات داخلية. إذا قرر الذهاب إلى الانتخابات، فسيكون ذلك بعد أن يضمن سيطرته الداخلية على الحركة. حالما يفوز في الانتخابات التمهيدية، ستصمت جميع الأصوات الأخرى”.
وأظهر استطلاع رأي أجرته “معاريف” ونشرت نتائجه اليوم الجمعة أن الاتفاق على المرحلة الأولى من صفقة إنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين يعزز مكانة الليكود بمقعدين، ويضعف بشكل ملحوظ حزب “عوتسما يهوديت” المعارض للاتفاق بثلاثة مقاعد. ولا يزال “الصهيونية الدينية” دون الحد الأدنى المطلوب.
وحسب الاستطلاع، يحدث الاتفاق على المرحلة الأولى من الصفقة تحولات في كتلة التغيير، حيث خسر نفتالي بينيت 3 مقاعد ليبقى عند 19 مقعدًا فقط، وهو أدنى رقم منذ إدراجه في استطلاعات الرأي في أغسطس 2024. وربما يكون افتقار بينيت لبيان علني واضح بشأن الصفقة قد أضر بتأييده الشعبي.
في المقابل، قفز حزب “يش عتيد” 3 مقاعد هذا الأسبوع، ويأتي هذا على خلفية الموقف العلني الثابت ليائير لابيد بشأن المطالبة بصفقة.
ومن الحقائق اللافتة للنظر أيضًا أن حزب “أزرق أبيض” بزعامة بيني جانتس لم يتجاوز عتبة الحسم هذه المرة أيضًا. وبشكل عام، تعززت كتلة الائتلاف هذا الأسبوع بمقعدين لتصل إلى 51 مقعدًا، مقارنة بـ59 مقعدًا لكتلة المعارضة، باستثناء الأحزاب العربية التي حصلت على 10 مقاعد إضافية.
من وجهة نظر نتنياهو، يعد تعزيز الائتلاف بمقعدين أمرًا بالغ الأهمية، إذ يمنع ظاهريًا كتلة المعارضة من تشكيل حكومة بديلة. ومع ذلك، ورغم الاتفاق، فإن كتلة الائتلاف لا تنطلق، ومن الممكن ألا نعرف ما إذا كان الاتفاق قد أدى إلى تغييرات جوهرية في خريطة الكتل إلا بعد تنفيذه وتداعياته على الساحة الدولية.
كما يظهر استطلاع “معاريف” أن ما يقرب من نصف الإسرائيليين (48%) يعتقدون أنه بعد إتمام اتفاق إعادة المحتجزين يجب إجراء انتخابات جديدة، في المقابل، يعتقد 39% عكس ذلك، بينما لا يعرف 13% آخرون.
وصوّتت الحكومة الإسرائيلية لصالح اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اجتماع استمر عدة ساعات، بحسب وسائل الإعلام العبرية.
وأعلن مكتب نتنياهو، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، أن الحكومة وافقت الآن على الخطوط العريضة لإطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء والأموات.
وعقد نتنياهو اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لمناقشة القرار، ثم تلاه اجتماع حكومي كامل مع الوزراء الإسرائيليين، شارك فيه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير.
وصوّت ضد القانون وزراء اليمين المتطرف، وهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة البعثات الوطنية أوريت ستروك من الحزب الصهيوني الديني، ووزير الأمن القومي بن جفير والوزير عميحاي إلياهو من حزب “عوتسما يهوديت”.
وأعرب الوزراء الأربعة عن معارضتهم للاتفاق بسبب عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين التي من المقرر أن تتم بعودة المحتجزين الإسرائيليين. وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، لا يخطط حزب بن جفير لمغادرة الحكومة في هذه المرحلة.
وشهد الاجتماع خلافًا بين بن جفير وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر على شروط إنهاء الحرب في ظل إدارة ترامب، وأصروا على أنهم لن يقبلوا بمثل هذه التنازلات، كما انتقد ما اعتبره جهود إحلال السلام مع حماس، كونهم يسعون إلى قتل الإسرائيليين وأن السلام معهم مستحيل.
وردًا على مخاوف بن جفير، تحدث ويتكوف عن كيفية قيامه بمسامحة تاجر المخدرات الذي تسبب في وفاة ابنه بعد رؤية والديه في المحكمة، بينما أكد كوشنر اعتقاده بأن حماس معزولة دوليًا، وأنهم توصلوا إلى اتفاق يعزل حماس ويشجع الأطراف الفاعلة في العالم العربي على السعي إلى السلام.